المجموعة الأولي لكأس آسيا .. الآمال تداعب الجميع

الباب مفتوح علي كل الاحتمالات في هذه المجموعة ولا يمكن التكهن بهوية المنتخبين الصاعدين عنها بسبب تقارب المستوي من جانب ورغبة الرباعي في تجاوز عقبة الدور الأول من جانب أخر، وإن بقيت الأفضلية للمنتخبين العربيين - قطر - بسبب عاملي الأرض والجمهور وخبرة مدربها برونو ميتسو، والكويت بسبب المستوي الرائع الذي قدمه الفريق مع مدربه الصربي الشاب جوران توفاريتش وذلك دون التقليل من فرص العملاق الصيني و الأسد الأوزبكي الباحث عن دور مع كبار القارة الصفراء.

فيما يلي نقدم نبذه عن منتخبات هذه المجموعة:

"العنابي" والطموح المشروع

بعد الإنجاز التاريخي علي المستوي الإداري ممثلاً في فوز ملف دولة قطر صغيرة الحجم كبيرة الإمكانات بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم عام 2022، بات نجوم "العنابي" مطالبون بإثبات الذات والذهاب بعيداً في نهائيات النسخة التي تُنظم علي أرضهم للمرة الثانية.

مع مدرب بحجم الفرنسي الشهير برونو ميتسو وطموح نجوم متعطشون لكتابة تاريخ كروي يناسب الاهتمام والدعم الكبيرين من القيادات العليا في دولة قطر، يصبح تحقيق الآمال و كتابة تاريخ كرة القدم في أكبر قارات العالم أمرا غير مستحيل بالمرة، مهما كان حجم المنافسين ومهما تحدث البعض عن الفشل الأخير لزملاء الموهوب حسين ياسر في خليجي 20 بدولة اليمن.

تأسس الإتحاد القطري لكرة القدم عام 1960 ولم تحقق الكرة القطرية الكثير من الإنجازات علي مدار تاريخها باستثناء تتويج المنتخب الأول بلقب كأس الخليج مرتين علي أرضه عامي 1992 و2004 بالإضافة إلي صعود زملاء بدر بلال إلي نهائي كأس العالم للشباب بأستراليا عام 1981.

برنامج الاستعداد الجيد والطموح الذي أعده الجهاز الفني للمنتخب القطري بقيادة ميتسو والنتائج الإيجابية خلال تلك اللقاءات، بداية من الفوز علي مصر بطلة إفريقيا في السادس عشر من ديسمبر الماضي بهدفين لهدف، ومن بعدها الفوز علي أستونيا بهدفين دون رد، ثم التعادل مع المنتخب الإيراني سلبياً والخسارة الصعبة من كوريا الشمالية بهدف من ركلة جزاء نهاية ديسمبر الجاري.

كلها أمور تعطي الأمل لأصحاب الأرض في تحقيق نتائج إيجابية تتناسب مع الإمكانات الكبيرة التي لم يبخل الإتحاد القطري بها علي هذا الفريق.

مهاجم نادي قطر سباستيان سوريا ولاعب وسط الريان فابيو سيزار ومعهم نجم الزمالك المصري حسين ياسر محمدي وقائد الغرافة سعد سطام الشمري بالإضافة إلي مهاجم الريان الشاب جار الله المري هداف "العنابي" في خليجي 20 بالإضافة إلي حارس الغرافة قاسم برهان يمثلون أهم أوراق المنتخب القطري في هذه البطولة.

المنتخب القطري الذي يحتل المركز السادس عشر أسيوياً والـ114 عالمياً برصيد 260 نقطة، يبدأ مشواره في البطولة بلقاء الافتتاح ضد منتخب أوزبكستان في السابع من يناير يعقبه بلقاء ضد الصين في الثاني عشر من يناير أيضاً، ثم يختتم مشواره في الدور الأول بلقاء الكويت في السادس عشر من نفس الشهر، وكل مواجهات الفريق في هذا الدور يلعبها علي إستاد خليفة الدولي.

تاريخياً تُعد مشاركة منتخب قطر في البطولة هي الثامنة، حيث شارك "العنابي" في سبع نهائيات سابقة و لعب خلالها 25 لقاء فاز في 4 منها وتعادل في 11 وخسر في 10 مناسبات، وسجل لاعبو الفريق 24 هدفاً وتلقت شباكهم 34 هدف، وأبرز إنجازات قطر كان بلوغ ربع النهائي في النسخة اللبنانية للبطولة بعد ثلاث تعادلات مع السعودية وأوزبكستان واليابان ثم كانت الخسارة أمام الصين في ربع النهائي بهدف لثلاثة.

"الأزرق الكويتي" موعد مع الماضي

بعد أن حقق لقب كأس الخليج للمرة العاشرة في تاريخه بداية ديسمبر الماضي علي أرض اليمن عقب الفوز علي المنتخب السعودي في النهائي بهدف وليد عبد الله، وسبقها فوزه ببطولة غرب أسيا لأول مرة في الأردن في أكتوبر الماضي بعد تخطي إيران بهدفين لهدف واحد، بات منتخب الكويت قاب قوسين أو أدني من استعاده أمجاده كواحد من أهم وأعرق المنتخبات الخليجية و الأسيوية.

التحدي الأكبر و الاختبار الأصعب للمدرب الصربي الشاب جوران توفاريتش وكتيبته من النجوم يتمثل في ترك بصمة خلال مشاركته التاسعة في منافسات النسخة الخامسة عشرة لكأس الأمم علي أرض جارته قطر ومحاولة استعادة أمجاد الماضي كأول منتخب عربي يتوج بلقب البطولة علي أرضه عام 1980 مع الجيل الذهبي المكون من النجوم أحمد الطرابلسي وفيصل الدخيل وسعد الحوطي وجاسم يعقوب.

تأسس الإتحاد الكويتي عام 1952، وتعتبر الكرة الكويتية إحدي القوي المعروفة في القارة الأسيوية، ويكفيها أنها كانت أول ممثل للكرة العربية الأسيوية في نهائيات كأس العالم بإسبانيا 1982.

لعب المنتخب الكويتي في المجموعة الثانية للتصفيات مع منتخبات أستراليا وسلطنة عُمان واندونيسيا، وتمكن من انتزاع المركز الثاني في هذه المجموعة برصيد 9 نقاط من فوزين وثلاثة تعادلات وخسارة وحيدة، وكان رصيده الإيجابي من الأهداف 6 ورصيده السلبي 5، وتصدر النجمين مساعد ندا وبدر المطوع قائمة هدافيه في التصفيات برصيد هدفين لكل لاعب.

يعتمد المدير الفني الصربي صاحب الـ40 عاماً علي توليفة من النجوم الشباب وأصحاب الخبرة ولدي الفريق نجوم في كل الخطوط بداية من حارس القادسية المتميز نواف الخالدي الذي فاز بلقب أفضل حارس في كأس الخليج وحتي مهاجم كاظمة الشاب يوسف السلمان مروراً بالنجوم مساعد ندا مدافع القادسية ونجمي وسط فريق الكويت وليد عبد الله وجراح العتيقي بالإضافة إلي صاروخ كاظمة الصاعد فهد العنزي ومهاجم القادسية دائم التألق بدر المطوع.

يبدأ منتخب الكويت الذي يحتل المركز العاشر أسيوياً والـ102 عالمياً برصيد 317 نقطة، يبدأ مشواره في الدور الأول بلقاء ضد الصين في الثامن من يناير علي ملعب ثان بن جاسم بنادي الغرافة، ثم يواجه أوزبكستان علي نفس الملعب في الثاني عشر من يناير أيضاً، قبل أن يختتم مشواره في الدور الأول بلقاء ضد أصحاب الأرض علي إستاد خليفة الدولي في السادس عشر من ذات الشهر.

بعد أن حقق لقب كأس الخليج دون أي خسارة، أقام المنتخب الكويتي معسكر تجريبي في القاهرة ولعب خلاله لقاءين أمام كوريا الشمالية فاز في اللقاء الأول (2-1) في الرابع و العشرين من ديسمبر ثم تعادل (2-2) في اللقاء الثاني الذي شهده ملعب مشروع الهدف بمحافظة أكتوبر بعدها بثلاثة أيام، ثم حقق الفريق فوزاً كبيراً علي المنتخب الزامبي برباعية بيضاء في الحادي والثلاثين من ديسمبر أيضاً.

تاريخياً سبق للمنتخب الكويتي أن شارك في النهائيات 8 مرات لعب خلالها 35 لقاء فاز في 14 منها وتعادل في 10 وخسر 11، وسجل لاعبوه 43 هدفاً وتلقت شباكه 38 هدفاً.

أبرز إنجازات الفريق كان الفوز بلقب البطولة عام 1980 بعد فوزه علي كوريا الجنوبية بثلاثية دون رد، قبلها حقق الفريق المركز الثاني خلال مشاركته الثانية في النسخة الإيرانية عام 1976 بعد خسارته أمام أصحاب الأرض بهدف دون رد.

"الأزرق" حقق المركز الثالث مرة واحدة عام 1984 في سنغافورة بعد تغلبه علي إيران بفارق الركلات الترجيحية ثم خسر أمامها بنفس الطريقة في النسخة الإماراتية عام 1996 وحل في المركز الرابع.

"التنين الصيني" عملاق يبحث عن المجد

بعد أن تمكن من إزاحة الولايات المتحدة عن عرش الألعاب الأولمبية، وفاز بنصيب الأسد في دورة بكين 2007، يسعي العملاق الصيني إلي تسطير اسمه بحروف ذهبية في سجلات كرة القدم الأسيوية عندما يشارك للمرة العاشرة في نهائيات النسخة الخامسة عشرة.

تأسس الإتحاد الصيني لكرة القدم عام 1924، ورغم أنه أكثر بلدان العالم كثافة سكانية يحتل المركز الثاني علي صعيد المشاركات في نهائيات البطولة برصيد 9 مرات، إلا أن الفوز باللقب خاصم الفريق حتى عندما نظم البطولة علي أرضه عام 2004.

منتخب الصين لعب في التصفيات ضمن المجموعة الرابعة صحبة منتخبات سوريا وفيتنام ولبنان، وتمكن من الصعود للنهائيات بعد أن جمع الفريق 13 نقطة حل بها ثانياً بفارق نقطة خلف المنتخب السوري المتصدر، حيث لعب الفريق ست مباريات فاز في 4 منها وتعادل في واحدة وخسر مثلها وسجل لاعبو الفريق 13 هدف و تلقت شباكهم 5 أهداف وتصدر لائحة هدافي الفريق في التصفيات النجم جاو لين برصيد 3 أهداف.

باستثناء متوسط ميدان شالكه الألماني هاو جون مين يعتمد المدير الفني الوطني للمنتخب الصيني هونج بو علي تشكيلة كاملة من النجوم المحليين أبرزهم مدافع داليان شيدا لي زو بينج ومهاجم شاندونج لونينج بن هان بينج ومعهم هداف الفريق ونجمه الأول جاو لين صاحب الـ 26 ربيعاً ومهاجم فريق شنغهاي شينهوا.

"التنين الأحمر" الذي يحتل المرتبة السادسة أسيوياً والـ87 عالمياً برصيد 389 نقطة، يبدأ مشواره في البطولة بلقاء ضد الكويت يشهده ملعب ثاني بن جاسم بنادي الغرافة في الثامن من يناير، ثم يواجه قطر صاحبة الضيافة علي ملعب خليفة الدولي في الثاني عشر من يناير أيضاً، قبل أن يعود لملعب ثاني بن جاسم لختام مشواره في الدور الأول بلقاء ضد أوزبكستان في السادس عشر من الشهر ذاته.

حقق المنتخب الصيني نتائج إيجابية في لقاءاته الأخيرة قبل البطولة حيث فاز علي استونيا (3-0) في الثامن عشر من ديسمبر الماضي ثم فاز علي مقدونيا بهدف دون رد في الثاني والعشرين من نفس الشهر قبل أن يختتم استعداداته بالفوز علي المنتخب العراقي (حامل اللقب) بثلاثة أهداف لهدفين في الثاني من يناير الجاري.

تاريخياً سبق لمنتخب الصين أن شارك في النهائيات 9 مرات لعب خلالها 43 لقاء فاز في 16 منها وتعادل في 12 وخسر 15 وزار شباك منافسيه 71 مرة فيما استقبلت شباكه 49 هدفاً، وأبرز إنجازات الفريق كانت الفوز بلقب الوصيف مرتين، الأولي في مشاركته الثالثة بسنغافورة عام 1984 بعد خسارته أمام السعودية (0-2)، والثانية في مشاركته الثامنة عندما خسر علي أرضه أمام اليابان (1-3) عام 2004.

والمركز الثالث حققه المنتخب الصيني مرتين أيضاً الأولي كانت في مشاركته الأولي بإيران عام 1976 بعد فوزه علي العراق في مباراة المركز الثالث (1-0) والثانية كانت خلال مشاركته الخامسة في اليابان 1992 بعد تفوقه علي المنتخب الإماراتي بفارق الركلات الترجيحية (4-3) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله، المركز الرابع تحقق للصين مرتين أيضاً خلال نسخة قطر 1988 ولبنان عام 2000 بعد الخسارة أمام إيران وكوريا الجنوبية علي الترتيب.

أوزبكستان .. البحث عن دور

بعد أن تفكك الإتحاد السوفيتي بدأ نشاط المنتخب الأوزبكي عام 1992 ونجح في بلوغ نهائيات كأس الأمم الأسيوية في الإمارات عام 1996 ولكنه ودع المنافسات من الدور الأول بفوز وحيد علي الصين وخسارتين أمام اليابان وسوريا.

منتخب أوزبكستان نجح في بلوغ نهائيات البطولة للمرة الخامسة علي التوالي بعد أن احتل المركز الثاني في المجموعة الثالثة برصيد 9 نقاط وبفارق الأهداف عن منتخب الإمارات المتصدر في المجموعة التي اقتصرت علي الدولتين المتأهلتين مع ماليزيا وذلك بعد تأهل منتخب الهند عنها عقب فوزها بكأس التحدي.

لعب الفريق 4 مباريات فاز في ثلاث منها وخسر في واحدة أمام الإمارات وسجل لاعبو الفريق 7 أهداف وتلقت شباكهم 3 أهداف وحل المهاجم ألكسندر جينريخ في صدارة هدافي الفريق برصيد هدفين.

يعتمد المدير الفني الوطني فاديم أبراموف الذي خلف مواطنه مير جلال قاسيوف الذي أبعده فشل الفريق في بلوغ نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، يعتمد علي تشكيلة معظمها تنتمي للعملاقين باختاكور وبونيودكور، حيث يبرز اسم الحارس إيجناتيا نيستروف ومعه سيرفر جباروف مهاجم بونيودكور والهداف ألكسندر جينريخ لاعب باختاكور.

ومن المحترفين في دوريات خارجية فاجيز جاليولين لاعب وسط سيبر الروسي وزميله في نفس الخط جاسور حسينوف لاعب لخويا القطري ومعهما عزيز إبراجيموف لاعب بوهيميانز التشيكي بالإضافة إلي ماكسيم شاتسكينج مهاجم أرسنال كييف الأوكراني.

منتخب أوزبكستان صاحب المركز الخامس عشر أسيوياً والـ109 عالمياً برصيد 275 نقطة، يبدأ مشواره في البطولة بلقاء الافتتاح ضد قطر في السابع من يناير علي ملعب خليفة الدولي، ثم يلعب أمام الكويت علي ملعب ثاني بن جاسم بنادي الغرافة في الثاني عشر من يناير قبل أن يختتم مشواره علي نفس الملعب ضد الصين في السادس عشر من نفس الشهر.

أبرز نتائج منتخب أوزبكستان في المباريات التجريبية التي سبقت البطولة كان التعادل مع الأردن (2-2) علي ملعب نادي الشارقة بدولة الإمارات في الثاني من يناير الجاري، ومن قبلها تعادل مع المنتخب البحريني (1-1) في اللقاء الذي أقيم علي ملعب نادي الوصل في الخامس والعشرين من ديسمبر الماضي.

تاريخياً سبق للمنتخب الأوزبكي أن شارك 4 مرات في النهائيات لعب خلالها 14 لقاء فاز في 6 منها وتعادل في 2 وخسر 6 لقاءات، وعلي صعيد الأهداف سجل لاعبو الفريق 20 هدف في مرمي منافسيهم وتلقت شباكهم 26 هدفاً.

أما عن إنجازات المنتخب الأوزبكستاني في النهائيات فتتمثل في بلوغه ربع النهائي في أخر مشاركتين بالصين 2004 وأندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام 2007 بعد أن ودع المنافسات من الباب الصغير وبنتائج ثقيلة خلال مشاركتيه الأولي والثانية في الإمارات 1996 ولبنان 2000.