صدارة النصر مستحقة وتثبيت الأقدام ليس سهلاً

صدارة النصر مستحقة وتثبيت الأقدام ليس سهلاً


غياب سبعة لاعبين لم يمنعه من قمة الدوري..




النصر عاد للمنافسة بقوة

جمع النصر حصيلة طيبة من النقاط جعلته يتصدر ترتيب فرق دوري "زين" السعودي للمحترفين مع نهاية الجولة ال 14، وإذا كانت الصدارة غير مكتملة في ظل عدم تساوي الفرق المتنافسة من حيث عدد المباريات، وتخلف الهلال والشباب عن بقية الأندية بثلاث مباريات مؤجلة، وواحدة للاتحاد فهذا برأيي ليس كافيا لعدم القناعة بأحقية النصر بصدارة الفرق؛ خصوصا وأن المؤجلات المنتظرة مواجهات تنافسية صعبة لمنافسي النصر، وسيستفيد من نتائجها في كل الأحوال؛ إن بالاستمرار في مركزه الحالي حتى النهاية، أو تثبيت أقدامه في الوصافة التي أظنها قبل بداية الموسم ولا أزال نتيجة طيبة لفريق جديد بني على أسس واضحة غالب عناصره من الشباب الذين كشفوا عن قدرات فنية عالية، وأشعروا جماهيرهم المخلصة أن فريقهم مقبل على مراحل مختلفة من شأنها أن تعيد النصر إلى ماضيه الخالد، وتجدد ذكريات البطولات والإنجازات، إن آجلا أو عاجلا، والمهم أن تستفيد إدارة النصر من تبعات التعادل مع التعاون في القصيم بالدور الأول، وآثارها السلبية، التي كشفت أن اللاعبين كانوا يفكرون بالفوز والفوز فقط دون وضع إمكانية التعثر بالتعادل أو الخسارة في الحسبان؛ سواء كان تعثرا طبيعيا، أو نتيجة قرار تحكيمي خاطئ كما حدث في مباراة التعاون الشهيرة؛ وردة الفعل تلك رغم أن الدوري كان في بدايته أربكت الفريق، وأفقدته توازنه المطلوب؛ ربما لقلة خبرة معظم عناصره، وعدم التأثير المفترض من اللاعبين الأجانب، والإدارة النصراوية هي أكثر إدارات الأندية في الدوري السعودي عملا، بدليل التطوير الهائل الذي يعيشه الفريق الأول، والتعاقدات المستمرة التي عملت على الاحتفاظ بجميع اللاعبين المتواجدين، وتوقيع عقود طويلة معهم، سيكون لها الدافع الأكبر في تحقيق الأمان لهم، وبذل الجهود المضاعفة في التدريبات، وتقديم كل ما لديهم في المباريات، واللعب بروح نصر لا يرى سوى مرمى الخصوم، وما شاهدناه في مباراة نجران الأخيرة مؤشر جيد على أن الفريق (الأصفر) سلك الطريق التي حاد عنها سنوات طويلة، وبدأ يضرب بقوة، وبأقدام ورؤوس مختلفة، والمتعارف عليه أن النتائج الكبيرة لا يحققها سوى الكبار الراغبين في تحقيق أعلى النتائج المتاحة، ودون طموح محدود، ومن غير المستغرب في ظل كل هذا أن يحضر النصر في صلب المنافسة اليوم، وهو الذي توقع المتابعون المنطقيون لأوضاعه أن يواصل تطوره الذي بدأ العام الماضي، فلم تتحقق الصدارة عبثا؛ بل جاءت مقرونة بأداء هجومي مميز.
النصر يملك ثالوثا إداريا رائعا بقياد الرئيس الأمير فيصل بن تركي، ونائبه عامر السلهام، ومدير عام كرة القدم سلمان القريني، أكدت المواقف الماضية أنهم يقدمون جهودا جبارة في خدمة الكيان النصراوي، وكشفت التعاقدات التي لا تتوقف مع لاعبي النادي وربط عقودهم لسنوات طويلة تتجاوز الفترة الرسمية لإدارتهم أن مصلحة النادي لديهم هي الأهم، وأن العمل لنصر المستقبل لا يقل عن العمل لنصر اليوم، وكثير من رؤساء وإدارات أندية يقبلون على المناصب لأهداف وقتية، وعملهم يتركز على الفريق الأول فقط؛ لكن أهداف النصراويين الاستراتيجية أعم وأشمل بما نراه من إنفاق هائل لبناء القاعدة، ومعسكرات وملاعب نموذجية لقطاع الفئات السنية استضاف إحداها المنتخب السعودي الأول ضمن استعداداته لدورة كأس الخليج الأخيرة، كما أن الاستقطاب المستمر لأبرز اللاعبين المحليين والذي أكد رئيس النصر في تصريحات فضائية أنه لن يتوقف، يؤكد أن (العالمي) بات حلقة قوية، وهو في الطريق الصحيحة ليكون الحلقة الأقوى، مع الصبر واستمرار العمل وعدم تعجل النتائج.
جماهير النصر التي ضربت أروع الأمثلة في الوفاء والإخلاص والدعم والمؤازرة في سنوات القحط الفني، وغياب النجوم، وتواري البطولات، هاهي اليوم بدأت تجني ثمرة صبرها بمشاهدة فريقها في صلب المنافسة على كبرى البطولات السعودية، ويستعد للعودة بعد غياب لمعترك التنافس على لقب دوري أبطال آسيا.
إذا أردتم أن تعرفوا أن النصر يتطور، عليكم أن تعودوا لأيام ماجد عبدالله ومحيسن والهريفي ويوسف خميس، حين كان غياب أحدهم مؤثرا، اليوم يفتقد النصر خمسة لاعبين (غالب، عباس، عيد، عبدالغني، فيغاروا) للإصابة والإيقاف، ويتواجد السهلاوي وسعد الحارثي في الاحتياط، ورغم ذلك يحضر الفريق ويفوز بنصف درزن من الأهداف.
صدارة النصر لا تعني أنه سيحقق الدوري، ومؤجلات المنافسين ليست كافية لضمان إحرازهم اللقب، وطالما أن من الفرق من فرط ويفرط بالنقاط؛ فإن الأحكام تبقى مؤجلة حتى مراحل الحسم.